الجمعة، يونيو ٠١، ٢٠٠٧

وقفات سريعة مع وسائل الإعلام المصرية

من فترة عايز أكتب عن الإعلام في مصر .... سواء جرايد قنوات ...أو حتي علي الإنترنت ..... فقلت ابدأ وإن شاء الله ربنا يكرم ....
وقفات سريعة مع وسائل الإعلام المصرية

تعد مصر هي أول دولة في محيطها عرفت الإذاعة المسموعة منذ سبعين عاما .. وأول دولة عرفت الإذاعة المرئية منذ أكثر من أربعين عاما .. ومع قيام ثورة 23 يوليو 1952 أنشأت لأول مرة في تاريخ مصر في نوفمبر 1952 وزارة خاصة بشئون الإعلام والاتصال أطلق عليها وزارة الإرشاد القومي ثم تغير اسمها إلى وزارة الثقافة والإرشاد القومي ثم عادت مرة أخرى إلى وزارة الإرشاد القومي واستمر هذا حتى عام 1970 .. ومع المتغيرات الكثيرة التي سادت الفترة التالية ضم قطاعي الإعلام والثقافة مرة أخرى حتى صدر القرار الجمهوري رقم 47 لسنة 1982 فأصبح للإعلام وزارة مستقلة تحت مسمى وزارة الدولة للإعلام .. وفى عام 1986 أصبحت وزارة كاملة...

هكذا بدأ الإعلام المصري بثه في العصر الحديث .... وبالفعل استطاع ذات يوم أن يحقق كل ما يحلم به رجل الإعلام من تأثير ونفوذ وبدأت إذاعاته تأخذ مكانها وسط إذاعات العالم كإحدى داعيات التحرر ودعم الاستقلال وكانت كلمة "هنا القاهرة " ... كفيلة بتغيير أحداث وأحداث في العالم العربي بل والعالم كله أيضا .. يستقبلها الملايين في انتظار ما يتلوها ... ويتلقفها العشرات والمئات من رجال مخابرات العالم لتحليلها وتوثيقها واستخلاص منها ما يمكن استخلاصه, بل إن إذاعة "صوت العرب" لعبت دورا بارزا في قضايا التحرير
لشمال أفريقيا وجنوب اليمن وشرق أفريقيا . وكانت "صوت العرب" صوت مجاهدي الجزائر والمغرب وتونس . وكان يذيع رسائل مشفرة لجبهة تحرير الجزائر والمقاومة الفلسطينية وجبهات التحرير بأفريقيا . لدرجة أن حاولت فرنسا إخماد صوتها بتوزيع أجهزة راديو مجانا لا تلتقط صوت العرب علي الجزائريين للتعتيم وإبطال تأثيرها.

وعلي الرغم مما يبدو من ذلك كله من اهتمام رسمي بهذا الدور وما كان من الممكن أن يصبح عليه الإعلام المصري من تطور وازدهار ... إلا أن الوقع يقدم لنا ما هو عكس ذلك تماما ... فبعد أكثر من 50 عاما علي هذا كله تجده غائبا مغيبا عن كل شيء .... وفي كل المجالات .

فقد ظلت كلمة الإعلام لفترة طويلة قاصرة علي الإعلام الحكومي الرسمي ... ناطقة باسم النظام في كافة المجالات من سياسة واقتصاد واجتماع ... بل وأدب ورياضة وفن ... شأن ذلك شأن كل النظم الشمولية في كل العصور ... فرأينا الجرائد "الحكومية" وأسموها "قومية", والقنوات "الرسمية" وأسموها"المحلية", يجتمعون كلهم علي الصوت الواحد والتوجه الواحد والأشخاص المحددين بأفكارهم المحددة والمسموح لها بالخروج من خلال كل تلك الوسائل .
ونتيجة طبيعية لهذا الوضع تآخذ دور الإعلام المصري في الهبوط ولم يقف الهبوط علي دوره بل علي مستواه كذلك, ومع عصر الفضائيات والعالم المفتوح بدأت الجزيرة وغيرها تأخذ هذا الدور بمنتهي اليسر والسهولة, ليكون مبني من طابقين في قطر أعلي تأثيرا وتقنية ودورا من دولة بحجم مصر - الرئيس المصري في زيارة لمبني الجزيرة من بضعة أعوام قال لهم : "هي دي الجزيرة اللي محيرة العالم كله؟" .
ومع تطور الأيام وتطور تلك وسائل الإعلام ونشوء وسائل جديدة أخري تصعب مراقبتها أو السيطرة عليها ... في ظل عصر يتميز أول ما يتميز بالانفتاح والفضاء الحر قررت أن أمر في تطوافة سريعة ما بين إعلام "مرئي" و "مقروء" و "الكتروني" ... كذلك ما بين إعلام "رسمي" و "مؤسسي" و "فردي" .
وتابعوا المدونة في الأيام القادمة ......

ليست هناك تعليقات: