الجمعة، ديسمبر ١٤، ٢٠٠٧

إلي رفح .. خذوني معكم


- من سنوات يكتب نزار قباني "إلي فلسطين خذوني معكم" .. وبعده تغنيها "أم كلثوم" .. ويستمع الملايين .. ولم يأت بخاطر أي من كل هؤلاء أن يتغني أبنائهم .. إلي رفح –المصرية- خذوني معكم .. فالأرض مصرية .. ومن علي ترابها أشقاء فلسطينيون .. وحرسهم وأمنهم مصريون ... ولتحيا الوحدة العربية ..
-
القصة بدأت بغلق مصر لمعبر رفح بينها وبين فلسطين لتحتجز المئات من الفلسطينيين .. لا هم في فلسطين ولا عادوا من حيث أتوا .. ويقع أبناء الأخ ما بين مطرقة المحتل المعتدي .. والشقيق المحاصر ..


- تصلك دعوة .. تتساءل عن فحواها ؟؟ قافلة مساعدات وتأييد للمحاصرين هناك .. تتمني لو تخرج .. تسأل من حولك .. تجد من يرافقك .. تتحركون .. 6 شباب .. وفتاتين .. ولقاهرة المعز .. حاضرة الخلافة .. وبلد الأزهر .. تنطلقون .. وهناك .. تقابلهم .. شباب في عمر الزهور .. فتية وفتيات .. رجال كبار أثقلتهم السنون ولم تأخذ شيئا من شباب قلوبهم .. سيدات تركن ما ورائهن ولبوا نداء الأحباب هناك .. وتشهد الأرض والسماء علي هذا الركب المبارك ..


صحراء سيناء


- صحراء سيناء .. هل حاولت أن تصاحبها قبل ذلك؟ حين تمشي فيها لا تتعجب حين تحادثك .. أرض خطاها موسي وعيسي عليهما السلام ... ستشكو لك .. هل قدرُُ علي أن أصبح إما نهبا للمحتل أو سجنا للسجان؟ هل قدر أن ينساني وطني وناسه وأهله؟ قدر أن يتحول أهلي إلي ناقصي المصرية .. والوطنية .. والعروبة .. هم ذات البشرة .. ذات الأسي .. ذات اللون الطيني المحبب .. ومع هذا تلمح شيئا ما كبيرا تصنعه الأيام .. وتسكت أنت عليه .. صحراء طويلة .. وكبيرة .. وعميقة .. وفي عمقها ستجد قطرات دماء أجدادك من آلاف السنين .. قدر هذه الأرض أن يدفع آبائك دماؤهم ثمنا لها .. لتتركها وحيدة؟ .. وحيدة؟ .. وتزداد تسائلا هل أتركها وحيدة؟ ...


أردني يشكو ... وبدوي يرفض ..


- هل حاولت يوما أن تتحدث عن الوحدة؟ عن العرب؟ فماذا إن قابلت هذا الأردني هناك؟ ستسمعه يصرخ بوضوح .. سيرفض ما تفعل .. سيهيج .. يعلو صواته .. صراخه يتجاوزكم جميعا .. "إيه اللي بتعملوه ده؟؟ .. لا عرب ولا غيره .. إيش يسوي العرب؟؟ .. لا مصر عملت ولا أردن ولا أي حدا" .. إياك .. ارجوك ... إياك أن تأخذك الكلمة .. لا تندفع .. لا تترد .. .لو سمعت هذا البدوى الآخر يشاركه الحديث .. فلا تهتم .. ستجده مع أسرته .. سيشاركونه الغضب منك .. متحدثا عن الهزيمة .. والمرارة ... وحياة الذل .. سيحدثك "إحنا أضعف خلق .. لا أحزاب ولا كفاية ولا غيره ... إحنا أضعف خلق .. وأهون خلق" .. تتخيل؟؟ هل من أحد يفكر هكذا؟؟ أرجوك .. لا تأخذك الكلمات .. لا تحلق بعيدا عن طريقك .. لا تهتز .. هل يأخذك حديثهما لتنسي العشرات .. بل المئات .. ممن شاء لهم الحظ أن يشاركوك الطريق .. وبرغم عطلتهم بسبب توقيف أمن بلادك لك .. ستلمح ابتسامة .. ابتسامة تشجيع وتأييد .. ستجدها في ضحكات نساء خجلي .. وأيادي أطفال تضحك في جذل وسرور .. وأكف مرفوعة بعلامات النصر .. تزين أيدي الرجال .. تشد عليك .. ومعك .. لا تهتز .. لا تفقد ثقتك .. أنت صاحب الفعل .. والصنع .. وصاحب الحقيقة .. وما تفعل .. هو ما عنه جميعا نعجز ..


أتوبيس الرحلة ..


- لو أخذك النوم قليلا .. ستصحو علي صوتهم يرددون "يا بلدنا لا تنامي" .. لا تسكت .. معهم ردد .. ووراء أحدهم غني لبهية الحبية .. مع الوقت دندن بـ"عدي النهار" .. هل حقاما تسمع؟؟ .. "ياقدس إنا قادمون" .. تنظر إلي جارك في الرحلة ... ستضحكان .. تبتسم الوجوه .. وتتلاقي الأفكار .. يا الله .. هل يوما يتحقق؟ تنظر إلي الطريق .. تعلم جيدا أن جيش التحرير سيسير يوما علي نفس الطريق ... أنت متأكد .. هل تحلم أن تكون منه؟ .. ستسترجع أيام صلاح الدين .. وقطز وبيبرس .. وكل هؤلاء الأبطال .. نفس الطريق ساروا عليه .. ستنظر إلي أختك الجالسة أمامك .. وإلي زوجة رفيقك اللتين خرجتا تلبيان النداء .. ستتحدث العيون بكل هذا .. تذكر عرابي ومصطفي كامل وسعد زغلول .. حرية وطنك مصر مفتاح لحرية الجميع .. وهؤلاء قاتلوا لحريتها .. ومعهم تريد أن تقاتل .. تلمح شيئا في الأمام .. ماذا تري؟؟ هل ابتسامة أسي تلك المرسومة علي هذا الشيخ الكبير في الأمام؟ هل عمرا يمر أمام عينيه الآن يتذكر أحلامه وسنين شبابه وحماسه .. سنين ضاعت منه في الحلم .. وفي انتظار النصر والحرية .. ويوما ما ما كان يتصور أن تأتي عليه هذه اللحظة؟؟؟

ستبتسم ساعتها .. سترحب بذاك الطفل الصغير بداخلك .. ستفرح جذلا وطربا .. وجنونا .. ربما تسكت كلماتك .. لكنك أيها الصغير اليافع .. لازال أمامك عمر كامل .. للحلم .. وللعمل ..


عمرا .. قضيتموه في المنع .. وتتسائل؟؟


- لو أوقفوك في الطريق .. سترفض .. ستمتنع .. تصرخ .. تنادي فيهم .. لماذا؟؟ نحن لا نهددكم ولا نهدد كراسيكم .. سيمنعونك .. لا تستسلم .. سيأتي عليك الظهر وأنت هكذا .. ستستمر .. سيؤذن للعصر .. تصطف الصفوف .. استقيموا .. الصف اكتمل ومن ورائه صفوف .. الله أكبر .. تبدأ في الصلاة .. الله أكبر .. تلمح أختك ورفيقتها وأخريات يبحثن عن مكان يصلين فيه .. سمع الله لمن حمده .. حمدا كثيرا طيبا علي ما نحن فيه .. الله أكبر .. ساجدا .. اللهم استجب .. اللهم استجب .. تتوالي الركعات .. الجنود ينظرون مأخذوين .. ظباطهم لا يعرفون ماذا يفعلون .. الله أكبر .. جبينك يلامس أرض سيناء الطاهرة .. الله أكبر .. جالسا مستقرا .. قلب تملؤه السكينة والهدوء .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .... سلاما ورحمة وبركة علي أهل الحق في كل مكان ..

يدعو أحدهم .. وخلفه تؤمنون .. مع بهاء المشهد .. تنسحب بقلبك بعيدا عما تري .. تدعو بقلب صادق .. اللهم جهادا في سبيلك .. بعد طول أجل وحسن عمل .. اللهم استجب .. اللهم استجب ...

وتعرف الآن فقط .. أنك أنت ومن معك .. أنتم فقط .. الحقيقة الوحيدة ..

وغيركم السراب ....


- مع رفقائك ستعود .. تعلم أن الرسالة قد وصلت .. وأن ما أردت تحقيقه قد تحقق .. هل حبا هذا الذي ملأك نحوهم؟ .. الفارق كبير ... يوما ما لم تكن لتصدق أن يتسبب مكان ما في توجيه مشاعرك نحو إنسان .. ويقربك إليه إلي هذا الحد .. سيناء .. أيتها الحبيبة البعيدة .. ومن ورائك فلسطين .. كيف أزلت كل هذه الحواجز؟ وقربت كل هذه المسافات؟ .. تعرف أنك ستعود ... يوما ما ستعود .. أما الآن فمن حيث أتيتم تتوجهون .. إلي مدينتكم الجميلة .. ولكن بغير الروح التي ذهبتم .. أنتم الآن رفقاء طريق .. وأصحاب شهادة .. رفقة الصحابة التي حلمتم بها يوما .. ومنزلة الأحرار .. حلمكم لا زال مشروعا .. وسيظل .. حين تصلون إلي القاهرة أنت متأكد أنك لم تكن كذلك .. شيء ما تغير .. وكذلك هم .. شيء ما زاد بينكم وتأصل .. وتعمق .. قد لا تعرفه الآن .. ولكن يوم أن تأخذكم القافلة ثانيا إلي رفح الفلسطينية ربما تعرف .. ربما ...


لأنك حتما ... حتما ستعود

السبت، ديسمبر ٠١، ٢٠٠٧

صور مبدئية لقافلة رفح الممنوعة أمنيا.....

دي صور مبدئية ليوم قافلة رفح .....
لغاية لما اجي بالليل